تابعنا على

15


May

2121

2021-05-15

البيدوفيليا المشرعنة و المقننة في اليمن

لا يخفى علينا بين الحين و الآخر سماع خبر منع زواج طفلة من ستيني أو خبر طلاق قاصر من خمسيني أو خطوبة بنت ثمانية على أربعيني و غيرها من القصص القليلة التي تظهر على السطح لكن ما خفى أعظم و أكثر ... الآن لن أتحدث عن ظلم المجتمع أو عقلية الأهل المعوجة التي تقبل بمثل هذه الزيجة بل ساتحدث عن الرجل البالغ العاقل الراشد ظاهريا، و الذي يسعى لمثل هذه الزيجة من طفلة لا حول لها و لا قوة من خلال خبرتي التي امتدت لأكثر من ثمانية سنوات في النشاط الحقوقي و الإنساني ، رأيت ظاهرة تزويج القاصرات مستفحلة و متشعبة و مقبولة في المجتمع اليمني لعدة أسباب مجموعة فيما يلي : 1_نظرة المجتمع للمرأة و اعتبارها سلعة ( علبة تونة ) كلما قرب تاريخ إنتاجها كلما كانت أدوم !! طبعا لن أتحدث أن من المجحف اعتبار المرأة منتج استهلاكي لأنها ببساطة انسان مثلها مثل الذكر لأنه هذا أمر بديهي بل ساتحدث عن نظرة الفتاة اليمنية لنفسها باعتبارها سلعة لفترة زمنية معينة بسبب التنشئة التي تدعم ذلك و المجتمع بعاداته و تقاليده ، يدعم هذا البند الأمثلة الشعبية اليمنية المتداولة مثل : بنت الثمان و عليا الضمان و غيره . 2_ اعتبار المرأة و الفتاة بلا عقل ،في أي لحظة معرضة للانحراف ، رغم علمهم أن الانحراف و الشذود يظهر بحدة لدى الذكور بسبب مساحة الحرية التي يحظى بها في سن مبكر ، و لكن مع عقلية الرجل لا يعيبه شيء ، تتحمل الفتاة و الطفلة اليمنية في وقت مبكر جدا من عمرها عبء شرف العائلة و تصبح زوجة و أم في سن الطفولة لهذا السبب . 3_ نظرة المجتمع اليمني لمن تتجاوز سن معينة بأنها أصبحت غير مؤهلة للزواج ، طبعا مجتمعنا جعل هذا العمر مبكرا جدا جدا في حياة الإنسان بشكل عام . لذا تسارع الأسر للتخلص من ابنتها بسن الطفولة بزيجة مجحفة ، حتى لا تصل لهذا العمر الحرج الذي تقل فيه فرص زواجها !! طبعا و بشكل مستغرب جدا من قبل كل دول العالم عندما يرى أن هذا العمر الحرج الذي تقل فيه فرص زواج الفتاة اليمنية بنظر المجتمع اليمني يتأرجح بين العشرين و الخامسة و العشرين و الثلاثون و ما بعده منتهية تماما !! إلا من رحم الله . 4_ عدم تجريم زواج القاصرات ، و حصول تأييد قوي من صناع القرار و شيوخ الدين لمنع وضع حد أدنى لسن الزواج . 5_ الفقر سبب و ليس مبرر ، فالابناء ذكورا كانوا أو أناثا هم أمانة و مسؤولية لا تنتهي . لا تنجب إلا إذا كنت قدر مسؤولية هذا الطفل القادم إلى الدنيا . 6_ نظرة غالبية المجتمع اليمني من الذكور أن الزواج ليس مشاركة بين شخصين بالغين عاقلين ، بل هو سيطرة شخص أقوى (الزوج) على شخص أضعف ( الزوجة) يفرض فيه أراءه دون نقاش ، فالحياة الزوجية لديهم هي سيطرة من طرف و سمع و طاعة من طرف أخر لذا لا يهم الطرف الضعيف من يكون لا بأس لأن يكون طفلة!!!!!!!!! فالزوج لا ينقاش و لا يستشير في الأمور المنزلية بل يفرض رأيه فلا يحتاج شريكة حياة واعية و بالغة و متعلمة و لو من مدرسة الحياة. و بسبب هذه العقلية السطوية نسمع عبارات خذ طفلة تربيها على يدك هو في الحقيقة يكرس الفكرة في هذا البند ، أن الحياة الزوجية في المجتمع اليمني هي علاقة بين حكام و محكوم. 7_ عدم اعترافهم بمرض يسمى البيدوفيليا و هذا ما ساتوسع في ذكره باعتبار أن المقالة مخصصة لمن يسعى للزواج من طفلة أذن ماهي البيدوفيليا؟! البيدوفيليا هي مرض اشتهاء الأطفال جنسيا ممن أعمارهم دون الثالثة عشر ..و ينقسموا إلى عدة أقسام بعضهم يشعر بالذنب و القلق و التوتر و الخطيئة جراء الشعور بالانجذاب الجنسي للأطفال . و الآخر يشعر بنقص معين حتى و إن تزوج و أنجب ، لكن من بالغة . النوع الثالث الأخطر و هو من يسعى لذلك سعيا_ ممارسة الجنس مع الاطفال _ سواء باغتصابات أو زواج . طبعا لا يفرق البيدوفيلي بين الطفل و الطفلة ، لأن الفروق الجسدية لا تكون متباينة بحدة بين الجنسين في سن مبكرة ، لذا تجد الاغتصابات تشمل الجنسين من الأطفال بنفس الدرجة . أدرج مرض البيدوفيليا من ضمن الامراض العقلية التي تؤدي لاضطرابات السلوك الجنسي ...حيث أن لعقل البيدوفيلي سمات عقلية لا توجد في الشخص العادي من ضمنها انخفاض معدل الذكاء عشرة مرات عن الشخص العادي دون الوصول لدرجة الغباء أو البله أو فقدان الأهلية ، و لا يصل في الوقت نفسه إلى عقلية الشخص المستقر عقليا بل بين ذلك و ذاك.. بالإضافة إلى غير ذلك من السمات العقلية ذكرها كتاب الامراض العقلية الأمريكي و اعود إلى أقسام البيدوفيلي التي ذكرتها سابقا نجد أن البعض يشعر بالذنب و الآخر بالنقص و رغم ذلك لا يجرؤ على الأقدام على اغتصاب طفل أو طفلة أو السعي للزواج من طفلة ، ليؤكد لنا رغم وجود فروق عقلية بين الشخص العادي و البيدوفيلي ، أن البيدوفيليا هي انحراف جنسي بحت يتم بكامل أهلية البيدوفيلي ، فهو يتحمل العقوبة الكاملة و لا يُبراء أبدا . و من خلال مقابلة عشرات ( الشيوبة) و مقربين منهم حول أسباب زواجهم من طفلات رغم أنهم في أعمار متقدمة جدا و ربما أحفادهم لديهم أبناء بعمر هذه الطفلة التي ارتبط بها. تلخصت النتائج بما يلي : 1- راح بعضهم للحديث حول الاقتداء بالرسول رغم علمهم بتعدد روايات العمر الحقيقي للسيدة عائشة رضي الله عنها 2- و البعض الآخر من المقربات صرحن بخفية و مكر بأن سبب ذلك يعود لأن أعضاء الاطفال ضيقة جدا !!! بخلاف البالغات خاصة متعددات الإنجاب !!!! هذه النقطة خطيرة و تؤدي إلى نتائج أخطر إذ أن أغتصاب الحيوانات يعود لذات السبب . 3- و الكثير من المتزوجين بقاصرات قالوا' لأنه لا يحب حد يراجعه!!! و المرأة البالغة كثيرة المراددة و المراجعة و النقاش !! تشريع قانون يجرم الزواج دون الثامنة عشر أو الخامسة عشر هو مطلب نسوي أصبح أكثر إلحاحا مع تزايد حالات تقنين اغتصاب براءة الطفلات تحت مبررات دينية و قانونية و عرفية . حاجة المجتمع إلى متعلمين و متعلمات لمواكبة التطور الذي تلهث بلادنا وراءه لكنها تحتاج عقود عديدة للوصول إليه و ربما لا تلهث بل تقبع مكانها منتظرة لمعجزة من السماء في عصر يعتبر العلم و التقنية هي معجزته . أقول حاجة بلادنا إلى المتعلمين والمثقفين و المتعلمات و المثقفات أكثر من حاجته إلى أمهات صغيرات لا يزلن بحاجة إلى رعاية متكاملة لأنهن ببساطة مجرد طفلات ، أمهات طفلات!