تابعنا على

15


May

2121

2021-05-15

ثقافة الاغتصاب

تعريف ثقافة الاغتصاب: بأنه بيئة ينتشر فيها الاغتصاب والعنف الجنسي ويتم تطبيعه وإيجاد الاعذار له، سواء في وسائل الإعلام أو الثقافة الشعبية أو الحياة الاجتماعية أو جميع ما سبق. تستمد ثقافة الاغتصاب قوتها من خلال استخدام لغة فيها كراهية للنساء "مثل الامثال الشعبية المهينة للمرأة، إطلاق القاب على النساء كالعاهرات، أو عانس، بايرة"، تسليع وتشيء أجساد النساء باعتبار المرأة ضرورة أن تكون ملكية جسدية بعكس الرجل . تلطيف العنف الجنسي "مثل ربما كانت موافقة ، ربما ذهبت بمحض إرادتها ، و إذا نتج عن الاغتصاب انتحار الضحبة .. يقولوا هو لم يقتلها!! ". وبالتالي خلق مجتمع يتجاهل حقوق المرأة وسلامتها بل و يلقي اللوم عليها و يحملها خطاء الرجل . أما أهم أعراض ثقافة الاغتصاب في أي مجتمع فهي كالتالي: - لوم الضحية "ملابسها دعوة للتحرش" - التتفيه والتقليل من أهمية الاعتداء الجنسي "شاب صغير عادي بتحصل" - التسامح مع التحرش الجنسي، "هي ملفتة أكيد سيفقد أعصابه ". - التقليل من إحصاءات تقارير الاغتصاب و التحرش ، و إسقاط الكثير من الحالات التي تندرج ضمن التحرش عمدا . - التدقيق العلني في ملابس الضحية وحالتها العقلية ودوافعها وتاريخها. - العنف الجنسي الغير مبرر في الأفلام والمسلسلات ، و جعل الرجل في موقع البطولة . - تعريف "الرجولة" بأنها مهيمنة وعدوانية جنسيا ، لا يعيبه شيء . - تعريف "الأنوثة" على أنها خاضعة وسلبية جنسياً ، تتحمل كل شيء. - الافتراض أن النساء "الفلتانات" هن فقط يتعرضن للاغتصاب . - الافتراض أن الرجال لا يتعرضون للاغتصاب أو أن الرجال "الضعفاء" فقط هم من يتعرضون للاغتصاب . - رفض أخذ تبليغات الاغتصاب على محمل الجد. - تعليم النساء تجنب التعرض للاغتصاب بأمور كالتالي " اجلسي بالبيت لو تحرش بك أحد " "ما بعلم بناتي حتى لا يتفلتن "....الخ . أمثلة على ثقافة الاغتصاب: تعرضت إمرأة في الهند تبلغ من العمر 35 عاماً للإغتصاب من قِبل 5 رجال و عندما ذهبت إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن الجريمة قام مساعد مفتش الشرطة بأخدها إلى مكتبه و إغتصابها مرة أخرى! هذا الخبر قد قرأته قبل سنوات لكنه يُظهر بشكل واضح على ثقافة الاغتصاب و لوم الضحية و عدم وجود تعاطف معها و اعتبارها فريسة مذنبة . تشير ثقافة الاغتصاب إلى الميل لرؤية العنف الموجه ضد المرأة و تبريره ، وكراهية النساء كتعبير عن العادات و الثقافة ، وتبدأ بالإستخدام اليومي للغة العنف الجنسي في الثقافة العامة ، العنف ضد المرأة لا يحدث في معزل، إنه جزء من ثقافة اغتصاب ممنهجة ، تبدأ بتطبيع الإعتداء الجنسي، مرورا بإهانة المرأة، والتي تتواصل لتشكل مزيدا من العنف والإعتداء. الأفعال والتصرفات التي يصنفها المجتمع بأنها غير مؤذية و ليست مرتبطة بالاغتصاب هي في الحقيقة جزءُُ من هذه التركيبة التي هي تعزيز، وأيضا تبرر لمزيد من العنف الجنسي ، مثال التحرش اللفظي و الالكتروني التي يراه الكثير غير مؤذي و لا يستوجب عقوبة . حلول المجتمع المطبع مع ثقافة الاغتصاب: دائما الحلول التي نسمعها و يؤيدها كل متحرش أو مشروع متحرش مستقبلي لم يجد الفرصة بعد هي: لو تم التحرش بها إلكترونيا فلتحظره ، أو لو هي محترمة تتجاهله طبعا في حالة التحرش اللفظي ! على أساس أنها لو قامت بردعه أو الشكوى عليه ستكون هي و ليس هو الغير محترم ! كل تلك التصرفات و ردات الفعل _المطلوبة_ من المرأة المحترمة في نظر المجتمع المطبع مع ثقافة الاغتصاب ، هي في الحقيقة ثقافة اغتصاب و عادة تمهد لجريمة الاغتصاب كاملة الأركان . سمات المغتصب: من خلال خبرة امتدت لتسعة سنوات في العنف القائم على النوع الاجتماعي ، و من قراءات كثيرة لجرائم الاغتصاب التي تؤدي بعض الأحيان إلى القتل ، وجدت أن غالبية هؤلاء المجرمين لديهم ميول لاحتقار المرأة و تعنيفها جسديا و لفظيا ، و خندقتها على حسب هواهم ، تلك تبدو محترمة! ، هذه ثيابها ملفتة !، هاتين صايعات ! ..الخ ، و ليس الموضوع متعلق بإثارة الغريزة الجنسية لديه ، فغالبية هؤلاء المجرمين هم من فئة المتزوجين ، و بل يقع التحرش على نساء و فتيات في قمة الاحتشام . بشكل عام لا يمكن حصر سمات المغتصبين بتاتا لأنهم لا ينتمون لطبقة اجتماعية معينة أو عمر محدد أو حالة اجتماعية أو مستوى تعليمي أو وضع مالي أو مستوى تدين ، فالمغتصب لا هيئة له و لا شكل محدد ، و لكن يمكن استخلاص بعض من السمات بناء على تطبيعه مع ثقافة الاغتصاب في لا وعيه حيث يظهر في فلتات تعاملاته و زلات لسانه .