تابعنا على

13


October

2121

2021-10-13

الألعاب والتمييز الجنسي

تبدأ الحكاية منذ اللحظات الأولى للفرد في أي مجتمع ورغم اختلاف العادات من مجتمع لمجتمع آخر إلى أن وضع لبنات جدار التمييز الجنسي عامل مشترك لكافة الجماعات البشرية

فالبداية تحدث من خلال  تحديد ألوان خاصة للإناث وأخرى للأولاد لتصل لمحلات الألعاب التي غالباً ما يتواجد فيها قسم وردي للبنات وأزرق للأولاد .

فهل التمييز المبكر يؤثر على تكوين الصورة الذهنية للأطفال؟

أن القوالب النمطية المبكرة والسائدة في أغلب المجتمعات تكرس في الأطفال الصفات والسلوكيات ترافقهم في كافة فترات حياتهم.

فتقول تارة أن البكاء لا يصلح إلا للفتيات في محاولة لكبت مشاعر الأولاد تحت فكرة القوة وعدم إظهار الضعف والذي غالبا ما يصور على أنه صفة ملازمة للإناث فقط .

لتستمر صناعة الصورة الذهنية التي تؤسس للبداية التمييز الجنسي خلال ألعاب الفتيات والذي غالباً ما تسعى لتنمية مهارات الراعية والاهتمام المنزلي فقط بينما تُهمل المهارات الأخرى المختلفة وبينما تحتوي ألعاب الأولاد على خيارات أوسع تبدأ في ألعاب شخصيات الوظائف كرجل الإطفاء والأبطال الخارقين والسيارات وجانب الأسلحة - التي قد تنمي جانب العنف بداخله- لتتسع خياراتها . 

مما يكرس في ذهنية الأطفال ضعف الفتيات وأنهن أقل ذكاء وقدرة  ومحدودية خياراتهم , بينما هناك مساحة أكبر لتصوير أن الأولاد لديهم خيارات كثيرة لا محدودة وان صفة الشجاعة وعدم إظهار الضعف مما ينتج عنه صورة ذهنية أنهم أصحاب الحق في التحكم  وأن هذه الأفكار سترافقهم في مراحل حياتهم المختلفة ويصدر عنها صفات وسلوكيات تكرس المزيد من التمييز ضد  النساء والفتيات وعن ماهية استحقاقاتهم في الحياة .

لهذا ليس من الغريب أن يشعر الأطفال بالارتباط بالنوع الاجتماعي الذي ينتمون له من سن مبكر ولا سيما لأن الآباء والأمهات والأصدقاء في الغالب يقدمون للأطفال ألعاب ترتبط بسلوكياتهم المتوقعة من الفتيات أو الفتيان .

تقول كورديليا فاين الأخصائية النفسية في جامعة ملبورن " أن الأطفال بمجرد ما يفهمون الصفات المرتبطة بالنوع الاجتماعي الذي ينتمون له , يصبحون أكثر انتباها للصور النمطية المرتبطة بهويتهم الجنسانية وهذا يؤثر على سلوكياتهم" .

 

دور الألعاب في حياة الأطفال

أن أهمية الألعاب تكمن في تكوين شخصية الأطفال يقول الملا إن " للّعب 3 وظائف أساسية في حياة الطفل ,

الوظيفة التنموية: التي تساعده على أن ينمو ويكتشف قدراته الجسدية .

الوظيفة التعليمية:وفيها يتعلم الطفل خصائص المواد من حوله أو المخاطر المترتبة على الأعمال, أي أنه يتعلم من خلال التجريب الحسي والذهني.ا

لوظيفة العلاجية:  فقدرة الطفل على التعبير ضعيفة , ولا يمتلك ما يكفي من الأدوات لذلك يستعمل اللعب في التعبير عن الصراعات التي يمر بها , والمشاعر والأحاسيس التي يختبرها "

ولكن تقسيم ألعاب الأطفال الذكورية والأنثوية ويقف عائقاً أمام احتمال أي تجربة  فردية مغايرة أو خصوصية البحث الذاتي , إذ يفترض أن لا يتشارك الصبي والفتاة الاهتمام باللعبة نفسها . وهذا يلغي حرية الخصوصية والاكتشاف, بأن ينجذب الطفل أو يختار متعة دون غيرها, وذلك في مرحلة لم يصل أي من الجنسين فيها بعد إلى سن البلوغ.



عن الكاتب

زهراء علي