تابعنا على

01


June

2222

2022-06-01

العنصرية ورم خبيث

لطالما كانت العنصرية حاجزًا يمنع التطور الحضاري ونشر الوعي الثقافي وإقامة المبادئ الإنسانية في المجتمعات، وشبح العنصرية ليس حديث الوجود بل نشئت قديمًا وترعرعن في العصور القديمة لتبقى كورم خبيث تعاني منه المجتمعات..

والعنصرية لا تعد ظاهرة جديدة، فقد نشأت منذ العصور القديمة (من الإمبراطورية الرومانية إلى الآن) حيث كانت تعرف باسم " تجارة الرقيق" وصنفت هذهِ التجارة بأنها أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان عبر الأطلسي على امتداد البشرية، وهي نوع من الأشغال الشاقة القسرية التي يجبر عليها الأشخاص طوال حياتهم، حيث يعملون بالقوة القهرية في الأعمال الشاقة والحروب وكانت ملكيتهم تعود للأشخاص الذين اشتروهم من السوق المخصصة لبيعهم..

 

ولا تقتصر العنصرية على هذهِ الظاهرة فحسب، بل أن لها عدة أشكال وهي كالتالي:

  • التمييز الفرديّ، تكونُ العنصرية فيه موجّهة للفرد ذاته، ويُشير هذا التمييز إلى عدم التكافؤ في مُعاملة الفرد بسبب كونه فردًا.
  • التمييز الشخصيّ، وهو التمييز الذي يحدث بين الأفراد، إذ يحمل مواقف سلبيّة اتجاه عرق أو ثقافة.
  • التمييز المؤسسيّ، تكونُ العنصرية فيه موجّهة لإفادة وتحقيق أهداف مجموعة واحدة على حساب مجموعات أخرى، حيث يؤدي ذلك إلى حرمان هذه المجموعات من حقوقها.
  • التمييز الهيكليّ، وهو التمييز الذي يحدث بطريقة التعامل والتفاعل بين المؤسسات نفسها، وتشمل عدم المساواة في الوصول للفرص، وعدم المساواة في الوصول للمناصب العليا.

 

ولا تنشئ العنصرية بسبب لون البشرة، بل في الحقيقة أنها توجد وتنبع من العقل البشري الذي يؤمن بها، وبالتالي فإن الحل للتمييز العنصري والنفور من الآخر وسائر مظاهر عدم المساواة ينبغي، أولاً وقبل كل شيء، أن يعالج الأوهام العقلية التي أفرزت مفاهيم زائفة، على مر آلاف السنين، عن تفوق جنس على آخر من الأجناس البشر.. لأننا في الحقيقة لا يوجد سوى جنس بشري واحد، فنحن شعب واحد نسكن كوكبًا واحدًا..

 

كما أنه يفترض أن الدول المستقلة، كمساهمين في حضارة عالمية منبثقة، لا بد وأن تمتلك معايير مشتركة وأن تتخذ خطوات حثيثة كي تستأصل من دساتيرها ومن قوانينها وتقاليدها وممارساتها أي شكل من أشكال التفرقة المبنية على الجنسية أو القومية أو الأساس العرقي أو الدين أو اللغة أو أي سمة أو اختيار فردي.

 



عن الكاتب

نصرالدين محمد ناصر